الأطفال المشردين بالفاشر…. أزمة متجددة يحتضنها الشارع

الحرب أسهم في زيادة أعدادهم والحكومة لاتكترث !!!
الأطفال المشردين بالفاشر…. أزمة متجددة يحتضنها الشارع

تحقيق: وجدان ابوقرون
قبل عامين ذهبت الي ولاية شمال دارفور– الفاشر وتجولت في السوق الكبير لارئ عدد كبير من الشردين اعمارهم تتراوح بين 10 – الي 16 سنة يجلسون قرب احدي المطاعم، ملابثهم رثة تظهرعليهم علامات الاعياء والجوع والحزن العميق جلست اليهم وتحدث معهم بذات لغة السوق ومبتدرة حديثي ( اووو وين ياجصليين لأيلة لامكم قاعدين نها ) اي بمعني وين يا اصليين الليلة مالكم قاعدين هنا. وايضا قبل اشهر قليلة عدت الي ذات المدينة فاذا بي اجد نفس الشخوص يجوبون شوارع السوق وقد تعرف بعضهم علي وجلسنا مجدد لنعيد ذات الحكاوي السابقة التي جعلت منهم مشردين فجات رواياتهم تدمي القلب.
1
سكنت في السوق لهذا السبب
الطفل (م- أ) من معسكر نيفاشا بلك (1) منذ ان جئت السوق لم ارجع البيت حتي الان لأن أبي سافرالي مكان لا نعرفه وليست لنا أخبارعنه وامي رجعت الي قريتنا نحن سبعة أخوان والمعيشة صعبة جئت السوق وبقيت مع أخواني (الشماسة) نأكل بقايا الطعام من بعض المطاعم وعندما ياتي الليل نذهب بعيداً عن السوق لننام في البرندات التابعة لبعض الدكاكين أو بالقرب من مستشفي الحوادث حتي لا نتعرض للضرب من قبل العساكر ولدينا صندوق كل يوم جنيهين حتي نتمكن من شراء (درداقات) نعمل بها ونشتري بطاطين لأننا في الماضي كنا نذهب كل جمعة (لحليمة تبن بوش ) تعطينا بعض المال واضاف قائلاً بحب (مرة كريمة وتريد العيال).كل امنيتي ان املك برويتة اعمل بها لاتمكن من شراء بطانية وملابس سمحة.
2
حقي بلقاه قدام
اما الطفل (م- م) قصته تدمي القلب )دارفور24) أنا بيتنا في معسكر نيفاشا مربع (4) منذ ستة سنوات وانا في السوق والسبب في ذلك خالي زوج أمي لأنه يأتي للبيت (سكران) ويضربني (بالدبشك) وانا نائم واذا تدخلت أمي يضربها هي أيضا واستمر الحال هكذا الي أن طردني من البيت وحينها لم أجد مأوي غير السوق ومع ذلك أمي تاتي الي السوق تسلم علي وترجع المعسكر ثم صمت فترة وكادت عيناه ان تدمع وقال لي (حقي بلقاه قدام ..الله في)
زعيم المتشردين هذا ما اقوم به
زعيم المشردين شاب طويل القامة عشريني يرتدي بنطلون جينز واسع جداً يكاد ان يدخل معه اتنين اخرين من نفس حجمه وتيشرت به رسموات غريبة صافحني بقوة وفخر وفاجاني معرفاً نفسه انا مسؤل من (العيال) ديل واسمي (ابو رورو) ايي (ابرورو لاي زول )قالها بنوع من (القرصنة) وهي بلغة الشارع تعني الثقة بالنفس واضاف أنا مسؤل عن هولاء الشماسة أقوم بمعالجة مشاكلهم وأتفقد أحوالهم كل ليلة واذا اختفي أحدهم أوغاب دون علمي استطيع البحث عنه في أي مكان بداءً بمراكز الشرطة لأنهم مازالو صغار ويرتكبون بعض الجرائم مما يستدعي تخويفهم بالشرطة حينها أذهب لحل المشكلة ثم (أخارجو) واتعهد أن لايعود لإرتكاب اي جرم وايضاً اذا مرض احدهم اخذه الي المستشفي وفي أغلب الأحيان تكون اصابات وجروح جراء الدخول في المجاري واحيانا بسبب المشاجرة مع العلم أنهم يتعاملون كالأشقاء فنحن أسرة واحدة جمعتنا الظروف ولن نتخلي عن بعضنا فقط لدينا طلبات صغيرة نريد أن يحققها لنا ديوان الزكاة وهو أن يكون لنا مأوي خاص بنا وان يوفر ملابس للاطفال الصغار و(ودرداقات) للعمل واعادة من يرد العودة الي المدرسة .
ثلاثة مستويات للمتشردين
قبل ان اهم بوداعهم اصر رائيسهم ان يعزمني كباية عصير او بارد وفضلت البارد من بقالة (حجرقدو) القريبة وهناك اغتنمت الفرصة لاتحدث مع صاحب البقالة الذي سلم علي ابورور وبعض المشردين باسمائهم وبدات اساله عن المشردين وعن احوالهم وكيف يعيشون في السوق فقال لي يوجد في السوق عدد كبير من المشردين وهم طبقات الاولي تأكل من عمل يدها اما الثانية فهي تأكل بقايا الأكل والثالثة تأكل من النفاياتا و(الكارتة) ونحن كتجار عندما نعزم علي مساعدتهم لابد أن نساعد كل المجموعات حتي لاتتعرض محلاتنا للخراب واننا نقدم لهم مافي وسعنا من مساعدات ومن أميز المشردين المرحوم ياسر حيث كان أفضلهم واقربهم الينا غني النفس رغم حوجته لا ياخذ شي دون استئذان ولكن ياسر لم يعيش طويلاً فقد مات غرقاً عندما ذهب للاستحمام في البحيرة وقد حزنا لفقده ونعيناه في الفيس بوك وفي كل الوسائط فقد كان الابن والاخ الأصغر وهناك نماذج كثيرة مثل ياسر منهم من صلح حاله واصبح الان مسؤل عن نفسه .
أسر وراء الظاهرة
تقول الباحثة الاجتماعية الدكتورة جهاد يوسف علي دينارتتعدد أسباب ظاهرة أطفال الشوارع وفي أغلب الأحيان تجد أن للأطفال رغبة في البحث عن الحرية لعدم ميولهم للتقيّد بتعاليم العائلة واحياناً بسبب موت احد الوالدين او كلاهما أو التفكّك الأسري فطلاق الزوجين مثلاً وزواج كلٌّ منهما قد يجعل الطفل ضائعاً وتائهاً ويسهم في ذلك الحالة الاقتصادية السيّئة للعائلة تتدفع بالطفل للخروج الي الشارع لمساعدة أهله في وتوفير دخل لها ومن أكبر المهددات خوف الطفل من المدرسة وكرهها بسبب الأسلوب غير السليم والضرب المبرح الذي ادي الي هدم مستقبل كثير من الاطفال

الفقر يمثل 20% من اسباب الفقر
اكدت مديرة حماية الاسرة والطفل الاستاذة خديجة ادم عبدالمجيد اهتمامهم الكبير بشريحة المشردين مشيرة لافتتاح معسكر لتنمية قدرات (54) منهم وبعضهم سفرناهم خارج الولاية ومنهم من عالجنا مشكلته العائلية وتم دمجه مع أسرته وهناك من وفرنا له عمل والكثير منهم أعدناهم للمدراس بيننا وبين المشردين تواصل نذهب اليهم في السوق ونجلس معهم وهم ايضاً يقومون بزيارتنا .
الحرب أسهم في زيادة أعدادهم والحكومة لاتكترث !!!
الأطفال المشردين بالفاشر…. أزمة متجددة يحتضنها الشارع

تحقيق: وجدان ابوقرون
قبل عامين ذهبت الي ولاية شمال دارفور– الفاشر وتجولت في السوق الكبير لارئ عدد كبير من الشردين اعمارهم تتراوح بين 10 – الي 16 سنة يجلسون قرب احدي المطاعم، ملابثهم رثة تظهرعليهم علامات الاعياء والجوع والحزن العميق جلست اليهم وتحدث معهم بذات لغة السوق ومبتدرة حديثي ( اووو وين ياجصليين لأيلة لامكم قاعدين نها ) اي بمعني وين يا اصليين الليلة مالكم قاعدين هنا. وايضا قبل اشهر قليلة عدت الي ذات المدينة فاذا بي اجد نفس الشخوص يجوبون شوارع السوق وقد تعرف بعضهم علي وجلسنا مجدد لنعيد ذات الحكاوي السابقة التي جعلت منهم مشردين فجات رواياتهم تدمي القلب.
1
سكنت في السوق لهذا السبب
الطفل (م- أ) من معسكر نيفاشا بلك (1) منذ ان جئت السوق لم ارجع البيت حتي الان لأن أبي سافرالي مكان لا نعرفه وليست لنا أخبارعنه وامي رجعت الي قريتنا نحن سبعة أخوان والمعيشة صعبة جئت السوق وبقيت مع أخواني (الشماسة) نأكل بقايا الطعام من بعض المطاعم وعندما ياتي الليل نذهب بعيداً عن السوق لننام في البرندات التابعة لبعض الدكاكين أو بالقرب من مستشفي الحوادث حتي لا نتعرض للضرب من قبل العساكر ولدينا صندوق كل يوم جنيهين حتي نتمكن من شراء (درداقات) نعمل بها ونشتري بطاطين لأننا في الماضي كنا نذهب كل جمعة (لحليمة تبن بوش ) تعطينا بعض المال واضاف قائلاً بحب (مرة كريمة وتريد العيال).كل امنيتي ان املك برويتة اعمل بها لاتمكن من شراء بطانية وملابس سمحة.
2
حقي بلقاه قدام
اما الطفل (م- م) قصته تدمي القلب )دارفور24) أنا بيتنا في معسكر نيفاشا مربع (4) منذ ستة سنوات وانا في السوق والسبب في ذلك خالي زوج أمي لأنه يأتي للبيت (سكران) ويضربني (بالدبشك) وانا نائم واذا تدخلت أمي يضربها هي أيضا واستمر الحال هكذا الي أن طردني من البيت وحينها لم أجد مأوي غير السوق ومع ذلك أمي تاتي الي السوق تسلم علي وترجع المعسكر ثم صمت فترة وكادت عيناه ان تدمع وقال لي (حقي بلقاه قدام ..الله في)
زعيم المتشردين هذا ما اقوم به
زعيم المشردين شاب طويل القامة عشريني يرتدي بنطلون جينز واسع جداً يكاد ان يدخل معه اتنين اخرين من نفس حجمه وتيشرت به رسموات غريبة صافحني بقوة وفخر وفاجاني معرفاً نفسه انا مسؤل من (العيال) ديل واسمي (ابو رورو) ايي (ابرورو لاي زول )قالها بنوع من (القرصنة) وهي بلغة الشارع تعني الثقة بالنفس واضاف أنا مسؤل عن هولاء الشماسة أقوم بمعالجة مشاكلهم وأتفقد أحوالهم كل ليلة واذا اختفي أحدهم أوغاب دون علمي استطيع البحث عنه في أي مكان بداءً بمراكز الشرطة لأنهم مازالو صغار ويرتكبون بعض الجرائم مما يستدعي تخويفهم بالشرطة حينها أذهب لحل المشكلة ثم (أخارجو) واتعهد أن لايعود لإرتكاب اي جرم وايضاً اذا مرض احدهم اخذه الي المستشفي وفي أغلب الأحيان تكون اصابات وجروح جراء الدخول في المجاري واحيانا بسبب المشاجرة مع العلم أنهم يتعاملون كالأشقاء فنحن أسرة واحدة جمعتنا الظروف ولن نتخلي عن بعضنا فقط لدينا طلبات صغيرة نريد أن يحققها لنا ديوان الزكاة وهو أن يكون لنا مأوي خاص بنا وان يوفر ملابس للاطفال الصغار و(ودرداقات) للعمل واعادة من يرد العودة الي المدرسة .
ثلاثة مستويات للمتشردين
قبل ان اهم بوداعهم اصر رائيسهم ان يعزمني كباية عصير او بارد وفضلت البارد من بقالة (حجرقدو) القريبة وهناك اغتنمت الفرصة لاتحدث مع صاحب البقالة الذي سلم علي ابورور وبعض المشردين باسمائهم وبدات اساله عن المشردين وعن احوالهم وكيف يعيشون في السوق فقال لي يوجد في السوق عدد كبير من المشردين وهم طبقات الاولي تأكل من عمل يدها اما الثانية فهي تأكل بقايا الأكل والثالثة تأكل من النفاياتا و(الكارتة) ونحن كتجار عندما نعزم علي مساعدتهم لابد أن نساعد كل المجموعات حتي لاتتعرض محلاتنا للخراب واننا نقدم لهم مافي وسعنا من مساعدات ومن أميز المشردين المرحوم ياسر حيث كان أفضلهم واقربهم الينا غني النفس رغم حوجته لا ياخذ شي دون استئذان ولكن ياسر لم يعيش طويلاً فقد مات غرقاً عندما ذهب للاستحمام في البحيرة وقد حزنا لفقده ونعيناه في الفيس بوك وفي كل الوسائط فقد كان الابن والاخ الأصغر وهناك نماذج كثيرة مثل ياسر منهم من صلح حاله واصبح الان مسؤل عن نفسه .
أسر وراء الظاهرة
تقول الباحثة الاجتماعية الدكتورة جهاد يوسف علي دينارتتعدد أسباب ظاهرة أطفال الشوارع وفي أغلب الأحيان تجد أن للأطفال رغبة في البحث عن الحرية لعدم ميولهم للتقيّد بتعاليم العائلة واحياناً بسبب موت احد الوالدين او كلاهما أو التفكّك الأسري فطلاق الزوجين مثلاً وزواج كلٌّ منهما قد يجعل الطفل ضائعاً وتائهاً ويسهم في ذلك الحالة الاقتصادية السيّئة للعائلة تتدفع بالطفل للخروج الي الشارع لمساعدة أهله في وتوفير دخل لها ومن أكبر المهددات خوف الطفل من المدرسة وكرهها بسبب الأسلوب غير السليم والضرب المبرح الذي ادي الي هدم مستقبل كثير من الاطفال

الفقر يمثل 20% من اسباب الفقر
اكدت مديرة حماية الاسرة والطفل الاستاذة خديجة ادم عبدالمجيد اهتمامهم الكبير بشريحة المشردين مشيرة لافتتاح معسكر لتنمية قدرات (54) منهم وبعضهم سفرناهم خارج الولاية ومنهم من عالجنا مشكلته العائلية وتم دمجه مع أسرته وهناك من وفرنا له عمل والكثير منهم أعدناهم للمدراس بيننا وبين المشردين تواصل نذهب اليهم في السوق ونجلس معهم وهم ايضاً يقومون بزيارتنا .

قد يعجبك ايضا