الخادمات في رمضان.. مابين مطرقة التكلفة وسندان التعب للاستغلال اكثر من جه 2-2

تحقيق : وجدان ابوقرون
فوضى الخادمات
للوقوف على قضية مغالاة العاملات في المنازل في اجورهن واستجابة الاسر المقتدرة لذلك التقت(الأخبار) بعدد من السيدات لمعرفة الدوافع الحقيقية والحوجة الفعلية التي تجبرهن على استقدام عاملة بهذه الأسعارالخرافية للخادمات حيث ابتدرت المهندسة وسام النور حديثها قائلة أن أزمة وجود الخادمات مشكلة يعاني منها كل بيت سوداني قبل شهر رمضان الكريم لافتة إلى أن قيمة استقدام عاملة تجاوزت الثلاثة الف جنيه ورغم هذه المغالاة تمكنت من الاتفاق مع عاملة بذات المبلغ لحاجتي الشديدة لها لكنها هربت بعد مضي أربعة أشهر قبل ان يحل الشهر الكريم فاضطررت لأن ألجأ إلى أحد السماسرة لتأمين خادمة لي وقبل أن يأتي لي بالخادمة في العادة يطلب نصيبه أولاً وقبل أن ياتي بالعاملة وهذا النصيب في اقلاه يبلغ (400) جنيه بينما تتقاضى الخادمة (2) الف جنيه خلال شهر رمضان و(1500)في الاشهر الاخري الأخرى
عدد الافراد يحدد الاجر!!!
أما المزيعة (ناهد مشي ) قالت (للاخبار) أنها ترفض ان يكون لها عاملة في المنزل بصفة دائمة وتكتفي بيومين في الأسبوع بشرط ان تكون من غير الاجنبيات واضافت اضطررت الان أن أ بحث عن عاملة منزلية خلال شهر رمضان فقط ووقتها فوجئت بها تسألني عن عدد أفراد الأسرة قائلة إذا كانوا خمس أفراد يكون المرتب أعلي جنيه أما إذا كانوا 10 أفراد فلا استطيع العمل معك وابانت ان اصبح هناك سماسرة يستجلبون الخادمات ويتحكمون في اجورهن وهناك استغلال كبير للاسر خاصة في لشهر رمضان لأن الاسر مضطرة للاستجابة لطلباتهن
رمضان شهر المال
(ميمي) وهي خادمة قالت (للاخبار) انها هربن من مقدمها بسبب سؤ معاملة زوجته وأبنائه وامسكت عن الخوض في تفاصيل ذاك في المعاملة وتابعت انا أفضّل التعامل بالأسبوع مع انه غير متوفر الا عن طريق الصدفة وهو أفضل لي لافتة الي ان الاجر الاسبوعي يبلغ ثلاثمائة جنية وفي رمضان يصل إلى خمسمائة جنيه مبينة انها تتعامل مع سماسرة العمالة المنزلية وهم يشترطون علينا اعطائهم نسبة من الاجر في حالة أتوا بفرصة العمل مشيرة الي انها عملت قرابة ثمانية أشهر كإقامة دائمة في أحد المنازل بيْد أن الظروف الاقتصادية جعلت الأسرة تستغني عني منذ أكثر من ٣ أشهر ومن وقتها وأنا أتبع نظام الخدمة بالشهر والحمد لله رمضان من الأشهر التي تجلب لنا الكثير من المال
والخيارات المتعددة ثقافاتهم غريبة ومريبة
وقالت المهندسة واحات محمدعلي ان الخادمة الأجنبية بالتحديد الحبشية قد تكون افضل من السودانية بالف مرة لانها تعمل دون اجازات وتزرع بظروف طارئة لانها تقيم معي في المنزل عدا الجمعة وفي اغلب الاحيان تتنقل معي حيثما اتجه سواء لبيت اختي او لبيتنا الكبير إلا انها مع كل هذه المحاسن لها مساوي فهي في اغلب الاحيان تبحث زيادة الاجر مما يجعلها غير مضمونة في الاستمرار والعمل مع اسرة واحدة وعندما تعلن عصيانها قد تسبب المشاكل بدءً بعدم الطاعة والتفاني في العمل وهناك نوع اخر قد يصل معك لدرجة المشاجرة ومغادرة المنزل في نصف الشهر(وقت الزنقة) كما يقولون وقبل ان تفكر في البديل مما يجعلك تضطر لزيادة الراتب او تركها وشأنها وتبدأ رحلة البحث عن اخري وهي تكون تجربة مختلفة ونهج جديد وفي هذا الشأن لي تجربة مع احدي الخادمات الاجنبيات وصلت حد ان تشاجرت معي لانني حاولت منعها من الخروج دون اذن بعد صلاة العشاء ودعوة بعض زميلاتها ليجلسن امام البيت في شكل( لمة غريبة) ولساعات متأخرة من الليل فانا (آم) ولا اسمح بدخولها البيت بعد الساعة العاشرة باي حال من الاحول لانها ليست ثقافتي ولا اود توريث ابنائي وبناتي مثل هذا السلوك الغريب حتي لا اعمل علي اقرار سلوك لا يشبه طريقتي في تربية أبنائي عبرمحاكاتها باي شكل من الاشكال لانها قريبة منهم لدرجة كبيرة لانني مهندسة وتجدني جل الوقت اتفقد المواقع وبعد ذلك اتجه صوب الجامعة فانا احضر الماجستير مما جعل تواجد اطفالي مع الخادمة تستمر لساعات طويلة
الاجانب وهاجس تغيير الثقافات
وقال المدير الاسبق لدائرة شؤون اللواء حيدر حسن طه الاجانب (للأخبار) ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتشغيل الخادمات الاجنبيات اصبح هاجس يؤرق مضاجع المسئولين في الدولة لاعتبارات عديدة من أهمها مساهمة المهاجرين في تغير الثقافات والعادات ونقلهم لعادات وتقاليد غريبة لاتشبة عاداتنا وثقافتنا السودانية كما أن الوجود الاجنبي يساعد على ظهور أنماط جديدة من الجرائم الدخيلة على مجتمعنا ومن اخطر سلبيات الاجانب نقل الإمراض الخطيرة لأن بينهم من تسللوا للبلاد وهم مصابون بأمراض لذلك يعتبر الكشف الطبي من أهم شروط منح الإقامة للأجانب أوضح حيدر أنه من الصعوبة السيطرة على الحدود السودانية لطولها وامتدادها مع العديد من الدول مما جعل مسألة ضبط الهجرة غير الشرعية من الأمور البالغة التعقيد مبينا انه في الفترة الاخيرة اصبح السودان جاذب لإعداد كبيرة من العمالة الأجنبية بعضهم جاء متسللا عبر الحدود وهو سلوك مخالف لقوانين الهجرة التي تلزم كل شخص يريد الدخول إلى بلد آخر أن يتحصل على تأشيرة سفر وان كان دخوله من اجل العمل لابد له من الحصول على عقد عمل ساري المفعول من الجهة المستخدمة ولكن نجد أن معظم الوافدين المتسللين يمتهنون مهن هامشية مما يتسبب في الإضرار بالاقتصاد الوطني
ومن مخاطر الهجرة الغير شرعية انها تساعد على نقل الكثير من العادات والتقاليد الغريبة عن عاداتنا وثقافتنا السودانية كما انها تساعد على ظهور أنماط جديدة من الجرائم الدخيلة على المجتمع ومن اخطر سلبياته هو نقل الإمراض الخطيرة لذلك نجد أن الكشف الطبي يعتبر من أهم شروط منح الإقامة بجانب أن الأجانب يشاركون المواطنين في الخدمات دون الإسهام في تكلفتها
وقد كثرت في الآونة الأخيرة جرائم الخادمات الأجنبيات في المنازل حيث يقوم العديد من المواطنين باستقدام خادمات بمنازلهم (حبشيات) من غير التأكد من إجراءاتهم الهجرية وفى اغلب الأحيان تتم السرقات والجرائم من قبل أجانب مجهولى الهوية لذلك نناشد المواطنين بضرةرة مراجعة إجراءات الخادمات قبل استقدامهم ونطالب بأهمية التأكد من الكشف الطبي لافتا الي ان للادارة العديد من نقاط الارتكاز علي طرق المرور السريع لضبط دخول الأجانب والتأكد من اجراءتهم الهجرية كما توجد لدينا متابعة مستمرة لسفريات الطيران الداخلية والخارجية وتقوم الدائرة بزيارات لتفقد عمل النقاط بالاتفاق مع حكومة وشرطة الولايات المعنية أما من ناحية الإجراءات القانونية فقد تم تشديد العقوبة على المهربين
التكلفة السنوية 24 الف جنيه
من جهته أبدى الخبير الاقتصادي عبدالله الرمادة انزعاجه من مسلسل هروب الخادمات الذي يعيشه البيت السوداني سنوياً خلال شهر رمضان في ظل عدم وضوح الأنظمة والقوانين المنظمة للعمل بين الطرفين وقال الرماد لـ(لاخبار) أن المجتمع ما زال يعاني من مشكلة هروب الخادمات في رمضان وأن البحث عن خادمة بات من الأمور المرهقة جداً لكل منزل وحذّر من سماسرة الخادمات الذين احتلوا المرتبة الثالثة بعد سماسرة العقار والسيارات مشيراً إلى ارتفاع نسبة سعر الخادمات تصل إلى (2000 او 1500
وتابع: خسائر العاملات الاجنبيات تصل إلى مبالغ عالية جدا للاسرة الواحدة قد تناهز (24) الف جنيه سنويا بواقع 2000 الف جنيه شهريا لكل خادمه يدفعها رب الأسرة وهو يعتبر أقل سعر متسائلاً كيف سنعبر بهذه المشكلة التي لم نجد لها حلولاً إلى الآن وأضاف الرماد أن هناك 40% من عاملات المنازل يعملون بدون كفالتهم بالتعاون مع مكاتب السماسرة وكانوا سبباً رئيسياً في رفع سعر السوق بشكل جنوني، كما أن السمسار يكون له نسبة من الدخل الذي تتعاطاه العاملة
هن يعتبرنه موسم لكنز الاموال
الخادمات في رمضان ..مابين مطرقة التكلفة وسندان التعب للاستغلال اكثر من جه
سماسرة الخادمات في السودان احتلوا المرتبة الثالثة بعد (العقار) و(السيارات)
مكتب استقدام: هناك من يخططون للخادمات للهروب في رمضان لزيادة اجورهن
هواجس الخادمات
قضية البحث عن العاملات في المنازل اصبحت ظاهرة مع اقتراب شهر رمضان المعظم مما دفع العاملات للمغالاة في اجورهن لارتفاع حجم الطلب عليهن في هذا الشهر بعد أن كان العمل محصورا في منازل الاسر المقتدرة اصبح متاحا حتي لدى الاسر المتوسطة الحال بسبب هروب الكثير من ربات البيوت من العمل المنزلي في رمضان لمبررات بعضها غير موضوعية الامرالذي دفع العاملات لاستغلال حاجة ربات المنازل لهن لكنز المال ورغم تردي الاوضاع الاقتصادية التي هزت القدرة المالية للكثير من الاسر الا ان الظاهرة مازالت في انتعاش وتشير الإحصائيات إلى أن 40% من العاملات يرفضن العمل في المنازل بذات المبلغ الذي تم الاتفاق عليه ويهربن إلى مكاتب سماسرة الخادمات لزيادة الاجر اليومي والشهري الذي اصبح خرافيا الأخبارنقبت في هذه القضية وحصلت على تفاصيل مثيرة

العمالة المخالفة
ومن جانبه يقول سمسار بالخرطوم فضل حجب اسمه أن ظاهرة تخلي الخادمات للعمل وارتفاع أسعارخدمتهن في شهر رمضان علي وجه الخصو يعود لعدة أسباب أهمها انتشار العمالة الغير منضبطة واحتواء بعض الاسر لهن دون التنسيق مع مكاتب الاستقدام او مع السمسار سواً كان حبشي ام سوداني فكلاهما يضمن للطرفين حقه الا انه في بعض الاحيان هناك سماسرة يتقفون مع الخادمات للهروب وااختفاء بدون مبرر او زيادة اسعارهن في فترة رمضان وقد لا توجهه تعثر في الخدمة اذا اتجهت الي اي مكان اخر لان الاسر في حاجة ماسة لاستقبال اي خادمة بغض النظر عن السعر المطلوب
وأضاف هناك بعض مكاتب الاستقدام أيضاً تتفق مع العاملة على الهرب بعد عدة أشهر من عملها ليقوم بالمتاجرة بها بالأسبوع مشيراً إلى أنه لو تكاتفت الأسر ورفضت استقبال أي عاملة ليس لديها إقامة نظامية وخاضعة لجهة معلومة سنجد أن تلك الظاهرة اختفت
ويقول أصبح هناك مكاتب استقدام نظامية تعمل قصداً علي توجيه الخادمات للعمل بالاسابيع وبأسعار قد تكون مريحة بعض الشي طلب الخادمة عبر مكتب منظم او سمسار معروف بالسيرة النظيفة وغير مخالف للقوانين والنظم زاللوائح الموضعة .
وقال نحن نتمني ان تكون هناك رقابة مشددة علي الجهات التي تقوم ببعض ةالخروقات وان لا تتواني الاسر في التبليغ لجهات الاختصاص حال وجود اي مخالفة او تعرضهن للابتزاز من قبل الخادمات عبر مايطلبهن من مبالغ خرافية خصوصاً خلال شهر رمضان مع عدم الامانة في حفظ الممكتلكات .
الحاجة الماسة
وعزت نجوي جمال محمد الباحثة الاجتماعية الصحفية الطبية المغالاة في رمضان لعدة أسباب وقالت في حديثها لـ(الاخبار) أن الأمربساطة خاضع لظروف المراة العاملة او المرأة التي لديها ظروف مرضية وهناك من لديها اطفال وتحتاج الي مساعدة في ترتيب المنزل وغسل الملابس فالحاجة الماسة تجعل من المخدمة االاستعانة بالخادمة الاجنبية نعلي الرغم من عدم توافق ثقافتها مع ثقافتنا فهي بعيدة كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا وفي بعض الاحيان عن ديننا ايضاً وقد يخلق هذا االامر فجوة بيننا وبينهم كما ان ثقافتهم لا تمد لثقافتنا السودانية بصلة مما توثر هذه الثقافة علي الاسر والاطفال علي وجهه الخصوص خاصة اذا كانت سيدة المنزل موظفة او لديها عمل خاص وتعتمد علي الخادمة اعتماداً كلياً مما يتسبب سلباً هذا البعد والاعتماد علي الاطفال من حيث نقل الثقافة المختلفة وعدم ضمان رعايتهن رعاية امينة .

وابتدر الباحث الاجتماعي ابو القاسم كبور حديثه هذا الموضوع يطول الحديث فيه فهناك شقان للموضوع الشق الاول هو مثمثل في المخدمة والشق الثاني خاص بالخادمة نفسها فخلال الشهر الكريم تجد الاسر في حاجة ماسة الي خادمة تخفف عليهم الالتزامات المترتبة خلال الشهر وخاصة فترة النهار من خلال الالتزامات الاجتماعية والتعبد مما يزيد من الاحتياج اليها الي المساعدة بطريقة او بأخري وباي سعر يطلبه السمسار المسؤل من العملية المالية وفي الغالب تطلب الخادمة مبلغ اكبر بغير العادة وبأي ومن جهة اخري قد تقدم رربة تالمكنزل مبلغ اضافي من باب الاغراء والترغيب في حلة تردد الخادمة الترغيب في حالة تردد الخادمة
وأضاف هذه القضية لها ابعاد اخري فالخادمة تعيش بعيدة عن اسرتها وتمر بمأسي الغربة وفي ظل استقلال السماسرة الذين يأخذون من مبلغ وقدره من اجل تأمين عمل كريم وكل من الطرفين يسعي لتأمين وضعه بعيداً عن حالته النفسية بغض النظر عن الغاية او الوسيلة .

قد يعجبك ايضا