زاوية خاصة.. د. جهاد دينار : تكتب الصيد في الماء العكر

زاوية خاصة..
د. جهاد دينار : تكتب
الصيد في الماء العكر

بالرغم من حالة الحزن والالم والمآسي التي نعيشها منذ خمسة اشهر متواصلة ولابصيص من امل في حل يخرجنا من هذا النفق المظلم الا ان هناك من بيننا ومعنا من يتفنون في اشاعة الفتن وتاجيج وتعميق الصراعات واطالة امد الخلافات هي. حرب نفسية رغم ان الحرب النفسيةيستخدمها الاعداء ضد بعضهم هدفها التموية واضعاف الروح المعنوية لكن هذه حرب نؤججها ضد بعضنا البعض من اجل اثارة مشاعر الخوف والشك والقلق والتوتر مستغلين الظروف السيئة والبيئة الهشة انه الصيد في الماء العكر لاشباع غريزة الحقد والكراهية اناس نذروا انفسهم ووجهوا ذكاءهم وقدراتهم وامكانياتهم
المعرفية الى التدمير والتخريب ينشطون ويتالقون في زمن الازمات والكوارث كما تنشط الجراثيم في اكوام القمامة
من اثمن صيدهم خطاب الكراهية ذاك الخطاب المتعصب غير المتسامح الذي يحرض على التعصب ضد مجموعة او فرد بناء على العرق او الطائفة او القبيلةكما نراه في مواقع التواصل الاجتماعي مقروء ومسموعا ومرئيا ومما يصطادونه من هذا. الماء العكر هو حالة الصراع النفسي والازدواجية التي يعيشها الناس هذه الايام اخبار متضاربة متناقضة امل يتبعه ياس اثبات لواقعة او خبر يتبعه نفي ثقة يتبعها شكوك وظنون اشبه بصراع الاقدام والاحجام كما يسميه علماء النفس او حالة المد والجزر عند الجغرافيين او التضاد عند اهل اللغة شئ وعكسه في آن واحد
اختلط الحابل بالنابل الغالبية يحاولون ترويج مواقف محرضة على النفور والاشمئزاز اصبحنا نبذل جهداللبحث عن الحقيقة من التضليل والصحيح من الخطا والحسن من القبيح .

واضح ان هناك عوامل ودوافع نفسية تحفز على الاصطياد في الماء العكر حسب ما قراته في علم النفس الغيرة المرضية غير الطبيعية اي اشخاص يغيرون على استقرار الناس وهدوءهم وهم ايضا اشخاص ينفسون شحناتهم الانفعالية السالبة واسقاط مابهم من عيوب على الاخرين حيلة نفسية دفاعية يستخدمها البعض لتخفيف حدة توترهم النفسي مؤقتا واعادة توازنهم النفسي لبعض الوقت على حساب الاخرين ويدخل كل هؤلاء الاشخاص تحت مظلة الشخصية السيكوباتية الكارهة للمجتمع والمعادية له لذلك يجب ان نعي جيدا ان كثير من الشخصيات ذات التكوين النفسي الشاذ تظهر في مثل هذه الظروف ظروف الحرب والازمات والصراعات التي تشكل بيئة خصبة لها وللاسف ساعد على ذلك الوسائل التكنلوجية التي سهلت مشاركتها وتداولها وترويجها بسهولةبالاضافة الى معاودة ظهورها بدون اكتشاف هوية من ارسلها .

للاسف ينعكس اثر كل ذلك علينا في التردد في مواجهة مواقف الحياة وتضارب القيم ولوم الذات وتكوين اتجاهات سلبية تجاه اشخاص وجماعات واضعاف الثقة بالنفس وسوء الظن المبني على الاوهام.
صحيح اننا لا نملك ما نواجه به حرب الاسلحة الفتاكة لكن ربمانملك ما يخفف عنا وطأة الحرب النفسية ومن يصطادون في الماء العكر بالاتي:
*نحكم عقلنا وعاطفتنا في
تحليل ما نراه ونسمعه
*لا نفتي في امر حتى تكون لدينا الادلة والبراهيم الكافية(يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)
*التروي وعدم العجلة في نقل الاخبار (وتقولون بافواهكم ماليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم)
*نقلل المشاهدة والقراءة الدائمة للاخبار لتقليل الاجهاد النفسي
وختاما نحن نلوم من عكر صفو الماء حتى وجد هؤلاء فرصة للصيد في الماء العكر