حسب الموقف
وجدان ابوقرون: تكتب
شكراً لجان مقاومة بانت شرق
حينما اغلقت كل المراكز الصحية والصيدليات ابوابها وانتهكت المستشفيات وحرقت ودمرت تجمع ابناء بانت شرق كبيراً عن صغير وقررو ان يتم فتح المركز الصحي حتي يلقي كل ذي داءً دواء واستنفر لجان مقاومة بانت شرق الكادر الطبي المؤهل من ابناء الحي ليبذلو مابوسعهم في خدمة المرضي عسي ان يشفو علي ايديهم وقد كان..
تم فتح المركز الصحي بالعون الذاتي وبحسب امكانياتهم واصبح المرضي يتوافدون من كل حدب وصوب وبذل اصطاف المركز جهد الانبياء في مداوتهم.
ذات صباح الاثنين ذهبت للمركز الصحي برفقة العزيز الذي منحتني له الايام اخاً لم تنجبه امي عبد الحميد الجزولي ويطول الحديث عن نبله وشهامته وحسن خُلقه وجميل مواقفه…
عبدالحميد الجزولي وجدني احاول جاهده من الخوف (الجرسة) الوصول الي المركز بعد اصابة ظننتها بسيطة خلفت في قدمي جرحاٌ كبيراً كلفني دماً كنت احوج اليه في هذه الايام ونحن نمر بحرب جعلتنا ندخر كل شي واي شي..
عبدالحميد طمئنني واخذ بيدي نحو المركز الصحي وانا مازال الخوف يملؤني لابعد الحدود وفور وصولي حفني الاصطاف برعايته واخذوني الي العنبر
جاء الطبيب (نائب الإخصائي) اسمه سليمان فيصل اظنه في اواخر العشرينات من العمر ولكنه يحمل قلب طبيب بلغ من العمر خمسون عاماً بالخبرة والدقة والمدواة حين انحائته وتفحصه موقع الاصابة بمنتهي التركيز والخبرة العلمية والعملية .
ارتدي القفازات في عجالة واخذ ينظف الجرح بنفسه وبعد برهه اشار الي الطبيب الاخر اسمه احمد سامي ان تاتي ميناس ومعها متطلبات الخياطة وكان احمد سامي منذ قدومه يردد الي مسمعي قائلاً الاصابة بسيطة ولاداعي للقلق والخوف وانتي جئت المكان الصحيح لانقاذك (بطلي جرسة) واخذ يضحك محاولاً طرد القلق والخوف الظاهر في وجهي وياله من طبيب يجعلك تحس ان الاطباء جميعهم اجتمعو فيه وفي صفاته فهو يعاملك كانك فرد من افراد عائلته اهتماماً ولطفاً..
واتت ميناس محمد فتاة جميلة المحيا ذات ابتسامة تبعث فيك الاطمئنان والراحة النفسية حديثها عذب لها زوق رفيع في تعاطي الكلام والاشياء وهذه في تقديري مواصفات كل من له علاقة بالحقل الطبي علي عكس من تعودنا ان نراهم جامدين الملامح كانما لم يخلق من قبلهم احد.. وكانهم فاعلي المعجزات.
وبينما ال( ميني سستر) ميناس الرقيقة تعد الصينية للعمليةجاءت طبيبة المختبر تغريد حيدر هادئة دافئة الملامح تهذيبها جم طمئنتي ان العملية صغيرة وبسيطة والبنج لايجعلني اشعر بوخذ الخيط.
وللامانة هي من اصرت علي حضوري المركز بعد ان رات قدمي.. حينها شكرتها لحنوها ونبل تعاملها فهي حقاًالانسانة المناسبة في المكان المناسب..
في تلك الاثناء رايت ايثار مأمون كزام طالبة الصيدلية جات لتعرف مابي ومالذي سيحل بي هي ابنة ابويين بشوشين خدوميين لهم وزنهم وكلمتهم علي امتداد بانت شرق ولهم مواقفهم الخاصة معي والتي لا يمكن تجاوزها ونسيانها
وانا ممدة احاول جاهده ان لا اري حقنة البنج التي تمت تعبئتها للتخدير ظهر اياس مامون كزام شاب صغير وهميم يملؤه الحماس والادب يخدم الناس دون تاخير رغم انه اصغر كادر بالمركز يفعل مابوسعه لتقديم المساعدة لكل مريض فهو ابن الاكرمين وليس بغريب عليه فعل الخير.
كل هذه اللحظات مرت وعبد الحميد الجزولي لم يبرح مكانه قط كان معي جنباً الي جنباً يطمئنيني الي ان تمت خياطة الجرح تماماً فهو ايضاً ذو خبرة طويلة في الحقل الطبي حيث كان رئيساً )لجمعية الهلال الاحمر) وتكدر وتتلمذ علي يده معظم ابناء وبنات بلادي بداءً بالاسعفات الاولية الي خياطة الجروح وجبر الكسور.
الجدير بالذكر هو ابن عم. المذيع المعروف عمر الجزولي.
خلص كل شي وتمت العملية بسلام استمعنا الي الارشادات من الطبيب الخلوق سليمان فيصل امراً ان الغيار يوماً بعد يوم ولا مجال للغياب حتي لايحدث مالايحمد عقباه.
شكرناه اخذين روشتة الدواء وخرجنا.
في تقدير الخاص سليمان فيصل مثال لاطباء بلادي الذين يستحقون الاجلال والتقدير ينسم بالتميز والهدوء اللذان امتزجا بروح الدعابة التي يحتاجها كل ذي داء .. وكذا اصطاف المركز يستحقون التكريم تلو التكريم لما يقومون به في المشفي الصغير فهم نعم الاطباء ونعم الاخوة..
وهكذا مر اليوم الاول وتلته ايام من الغيار والالام الي ان جاء يومنا هذا وقد حل الخيط وبشرت الان الاصابة قد تحسنت وساشفي قريباً…
شكراً لجان مقاومة بانت شرق
شكراً الفخيم عبد الحميد الجزولي
شكراً الطبيب الخلوق سليمان فيصل
شكراً الرقيقة الوديعة ميناس محمد
شكراً الطبيب الانسان احمد سامي
شكراً الرفيعة التهذيب تغريد حيدر
شكراً ابنة الاكرمين ايثار كزام
شكراً الشاب الهميم المميز اياس كزام
شكراً الشابة اللطيفة سارة
انا فخورة بكم وفخورة بانتمائ اليكم.